Saturday, February 24, 2018

نواياكم الطيبة تفرش الطريق للجحيم


ثمة قطاع كبير في النخبة المصرية بتعريفها الواسع يدعو للإعجاب والحسرة في آن. أفرادها - رجالاً ونساءً - أناس أفاضل، حسنو الخلق طيبو النفس، مسالمون ومهذبون، بعيدون عن الدنايا والصغائر، يعاملون الجميع بالحسنى، ولا يعتدون على أحد. أكفاء في تخصصاتهم حقاً، منهم الأطباء والمهندسون والصحفيون وأساتذة الجامعات وسائر تخصصات التكنوقراط. هم مواطنون مثاليون فيما يبدو.
تراهم بالإضافة إلى ذلك يهرعون باستمرار لفعل الخير وبذل الصدقات. تجدهم بنوايا صادقة وضمائر متقدة في مقدمة الصفوف إن احتاجت إلى مجهوداتهم وحافظاتهم مستشفيات الأطفال أو مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة أو القرى الأكثر فقراً. ينفقون عن إيمان عميق بأهمية العمل الخيري في التنمية ورفع البلاء عن المكلومين. كما أن حبهم للوطن يبلغ حد العشق. يرتبطون به ارتباطاً عضوياً لا تنفصم عراه. تنخلع قلوبهم إن ألمت بالبلاد الملمات، وترقص قلوبهم طرباً لانتصاراته وأفراحه.  
لكن هل يكفي هذا؟   
الواقع أن كل هذا يبقى مع بالغ الأسف هباءاً منثوراً لا يغني ولا يسمن من جوع، ليس فقط لإنه غير مجدٍ في وطن أكل الدهر على مقدراته وشرب، وتداعت عليه الأمم استخفافاً وطمعاً، بل لأن إسهاماتهم على سخائها ومشاعرهم الطيبة على عمقها تعد جزءاً من مشكلة الوطن الأزلية لا حلاً لها.
الأزمة متعددة الأوجه. أولها - وأهمها - أن جل مجهوداتهم غير مسيس، وتلك مشكلة كبرى. فما خرج عن نطاق السياسة - بإطارها القانوني والحضاري والإنساني - خرج من الحياة برمتها، وبالتالي لن يودي أبداً إلى تقدم، أو يفضي إلى نهضة. السياسة في واقع الأمر تشمل كل شئ في حياتنا، هي كسرة الخبز وصحفة الطعام وكوب الماء وحبة الدواء ولفافة التبغ وضمادة العلاج وتذكرة الترام، وهي السكن ومستوى الخدمات والأسعار والفساد والشفافية وكرامة المواطن، هي الماضي والحاضر والمستقبل. ولذلك قال أرسطو منذ ألفي وأربعمائة عام أن الإنسان "حيوان سياسي"، لأنه بعكس كل الكائنات الأخرى يتفاعل باستمرار مع غيره في إطار واقع اجتماعي وسياسي، معتبراً أن الكائن الذي لا موقف وانتماء سياسي واضح له لم يسمُ بعد لمستوى الإنسان الحق.
ولذلك فإن عملية تنحية السياسة عن أفكار الناس وعن المجال العام الجارية على قدم وساق إنما هي عملية تحايل بامتياز (مهما تمأسست بالوعد والوعيد، مستعينة بأدوات القوة ورأس المال وأفانين الكلام)، إذ هي تنحي عن الحياة أهم ما فيها وتختصرها في مجرد شكليات وممارسات اجتماعية بروتوكولية كهز الرؤوس وتنهدات الحسرة وتمتمات الأمنيات الطيبة. وعليه، فإن فعل الخير مثلاً ليس منفصلاً أبداً عن جوهر السياسة، مهما بدا غير ذلك. فالعطاء ليس جنيهات تعطى للمريض والفقير والمحتاج دون التطرق للأسباب التي أودت بهم ابتداءً لدائرة العوز والمرض.
لكن عالبية أفراد تلك النخبة لا يطرحون تساؤلات أو يزنوا مسلمات أو يدعون لمساءلة، وبذلك فإن ما يفعله هؤلاء من "خير" - وهو قطعاً مؤثر في أوساط واسعة من المجتمع - يديم أوضاعاً قائمة، تظلم الإنسان وتنشر الزيف وتؤجل المستقبل. غاية ما يمكن أن تفعله هو تخفيف جزئي لألم كاسح. كمن يعطي مريض الداء العضال دواءاً مخففاً للصداع، أو من ينعم على إنسان مصلوب على سارية التعذيب بقطعة حلوى، يمضغها لهنيهة قبل أن يعاود الجلاد مهمته السرمدية.  
المعضلة الثانية هي أن هؤلاء لا يدركون هول الموقف وفداحة الكارثة في هذا الزمن البائس الهشيم. مما يسهل من استغلال مشاعرهم الطيبة من قبل السلطة، أي سلطة، اعتماداً على تشوش الرؤية واختلال المفاهيم. على سبيل المثال، إن عدم القدرة على التمييز بين مفاهيم الوطن والدولة والنظام والحكومة، وإلقائهم بالجملة في سلة واحدة، يمكن أن يجعل من حب الوطن مطية لتأييد حاكم (أو جماعة حاكمة) قد يكون هو نفسه أحد أهم عوامل التردي المهيمن على الوطن. وبذلك فهم - على مذبح الوطنية الشماء - يطعنون الوطن في عنقه بأريحية كستنائية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
بالمثل، فإن المشاعر الدينية الجياشة يمكن بناءً على مصالح النخبة الحاكمة تبديلها، أو توجيهها في إطار دون آخر، أو حتى قلبها رأساً على عقب. لذلك وجدنا هؤلاء الطيبين المتعلمين تارة يؤيدون الحرب (لأن الجهاد فرض)، وتارة يدعمون مسيرة السلام (عملاً بالآية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها")، تارة يدعمون الرأسمالية (فقد أقر الإسلام الملكية الخاصة)، وتارة يدعمون الإجراءات الاشتراكية (ألم يقل الرسول أن "الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار"؟). ثم هم تارة يًدفعون إلى دعم الديمقراطية والتعددية السياسية، وتارة أخرى إلى الاعتقاد بأن الديكتاتورية هو أنسب نظام سياسي لشعوبنا.
المشكلة أن هذه النخبة، وإن كانت صغيرة حجماً قياساً إلى مجموع سكان الوطن، لكنها عظيمة تأثيراً بحكم أن أعضائها أفضل تعليماً، وأكثر امتلاكاً للثروة، وأكثر ظهوراً في وسائل الإعلام وفي دوائر التأثير السياسية والمالية. ليتهم أدركوا أن الوجود الإنساني في حد ذاته عبء، وأن التأثير مسئولية، وأن التقاعس عن المسئولية جرم كبير، وأنهم يضرون من حيث أرادوا النفع. ألم نسمع منذ الصغر عن الدبة التي قتلت صاحبها من قرط الوفاء منزوع العقل؟ فالتفكير والوعي وإعمال العقل جزء من كينونة الإنسان وعلاقته بمحيطه، فلا قيمة لحب بلا وعي، ولا لإخلاص بلا حصافة.
باستمرار الأطراف كلها في أداء أدوارها المرسومة بلا تغيير، تستمر المسيرة الجنائزية الحزينة المهيمنة على حيواتنا منذ مئات السنين: أوضاع مزرية تنوء بها القلوب، ونوايا طيبة لا مردود لها، وعجلة شرسة لا تتوقف عن الدهس والهرس، وجوقة ترقص وتقرع الدفوف على لحن الإنجازات البالي، وتبشر في قاع العتمة بنصر قريب، ووطن أحوج للتغيير يغلق بابه ويوصد مزلاجه وكأنه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن، وسلطة تمتطي هودجاً أعرجاً في عصر الصواريخ والإنترنت فائق السرعة. هل أخطأ ادوارد سعيد، ولو قليلاً، حين اتهم المستشرقين - مثل جيرار دي نرفال وادوارد لين وجوزيف كونراد وسائر كتاب الخطاب الكولونيالي - برؤية الشرق من زاوية استاتيكية تغفل حركة التاريخ فيه؟ على هذه الأرض ثمة أشياء لا تتحرك كثيراً.   
لكن هذا المصير الذي تساهم هذه النخبة الساكنة في استدامته ليس بالطبع قدراً محتوماً. ففي مقابل الجمود المهلك، يوجد التغيير البهيج الذي هو جوهر الوجود الإنساني وسر تطوره. ذلك التغيير الذي شغل كثير من الفلاسفة، من فلاسفة اليونان والصين منذ آلاف السنين، وحتى هيجل وماركس في القرن التاسع عشر، وأنطونيو جرامشي وميشيل فوكو في القرن العشرين. يشمل هذا تغييراً في علاقة الفرد بالدولة، وتغييراً في دور وكفاءة مؤسسات المجتمع، وفي القيم الحاكمة للمجتمع، وفي العلاقات الإقتصادية بين طبقات المجتمع وعلاقتهم ببعضهم البعض. هو باختصار تغيير مبتغاه مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية ورحمة وسعادة ورفاهية.  
ترى ما هو موقف هذه النخبة من تغيير كهذا؟ وإن هلت بشائره، فما عسى يكون موقفهم من الصراع الذي سيتولد بالضرورة بين قوى التغيير والقوى المستفيدة من بقاء الوضع الراهن؟ هل سيقفون في صف الماضي على حساب المستقبل؟ تلك أسئلة مثقلة بالهواجس والقلق، فعلى أرفف التاريخ المصري الحديث، نماذج عدة من كوارث مريعة ساهمت بها النخبة المتعلمة، صمتاً وغفلة. ألم يرقص بعضهم إبان تنحي عبد الناصر في خضم كارثة الهزيمة المريرة؟ ألم يساندوا قرارات السادات العنترية في سبتمبر الغضب؟ ألم يلبثوا على أريكة الكسل لثلاثين عاماً وهم يتصورون أن صولات وجولات مبارك في الفساد والاستبداد والتوريث هي "العبور الثاني لمصر"؟      
***
شبه الفيلسوف اليوناني هيراقليطس التغيير بالنهر. فكما يستمر النهر في التدفق والعطاء، وهي مسألة حتمية وأبدية، يجب أن يظل التغيير عملية مستمرة. وإذا كان هذا حال كل نهر وكل حضارة، فما البال بنهرنا الآسن الذي انطفأت فراديسه، وجفت غدرانه، وهرب اليمام من شاطئيه واستوطنت رياح السموم الوبيل ضفتيه؟ وما البال بوادينا المنهمر بالحياة الميتة والليال الدوامس، أرض الثكالى والمرضى، حيث الدماء مستباحة، والأرواح مهدرة، والعقل في سبات عميق، والناس تسقط أعمارهم في مسيرة السعي وراء البقاء، أرواحهم معلقة في ذؤابة الألم، ومن شرفات عيونهم يطل القهر والكمدرواخهم أ.
لا وقت لدفن الرؤوس في رمال الخيلاء الكاذب،  فلنبادر بالتغيير قبل أن تأتي نار سقر فلا تبقي ولا تذر.

د. نايل شامة
* نُشرت هذه المقالة بموقع المنصة (بتاريخ 24 فبراير 2018م).


Thursday, February 1, 2018

The Scourge of Petrodollars

The Middle East, perhaps more than anywhere else, is a region of contrasts and contradictions, the kind that life throws our way to teach lessons and lift the fog of ignorance. One of those popped up last month when the New York Times spared no detail in describing the world’s most expensive home, a chateau near Versailles owned by the Saudi Crown Prince Mohamed bin Salman. With text and image, the article described at length the exquisite chateau and its 57-acre landscaped park: ceilings adorned with chandeliers and fresco paintings, Carrara marble statues, an underwater chamber with fish swimming overhead, and the park’s gold-leafed fountain and hedged labyrinth. An earthly paradise, no doubt.       
In his short-yet-speedy ascent to power, which included his appointment as minister of defense in 2015 and as crown prince last June, Mohamed bin Salman (often referred to by the English acronym MBS) has exhibited a penchant for a lavish lifestyle and splurge spending. The list of splashy purchases he made over the past two years includes a $500 million yacht, the record-breaking $450 million “Salvator Mundi” painting by Leonardo da Vinci and that $300 million French mansion. Rather ironically, MBS acquired these extravagances against the background of a Saudi budget deficit totaling 297 billion riyals in 2016; growing poverty and high youth unemployment; the recent detention of hundreds of businessmen and princes on opaque anti-graft charges; and massive spending on a pointless war on Yemen.
In foreign relations, MBS (the de facto Saudi ruler since 2015) has wrought havoc on a regional cauldron already bubbling with volatile conflicts and pressures. Under his direct leadership, Saudi Arabia blockaded Qatar, reportedly attempted a coup in Doha, forced Lebanon’s prime minister to resign and kept him against his will in Riyadh, intensified a cold war against Iran and waged a ruthless war against the Arab world’s poorest country, Yemen. 
Yemen has borne the brunt of Saudi military might, but it has also exposed its folly. It is estimated that the war in Yemen costs the Saudi budget around $200 million daily. The Saudis tout that their efforts are aimed at supporting Yemen’s legitimate government and defending the region from the spectre of Iranian expansionism, but the grim realities on the ground put their words to shame. As a result of nearly three years of intense aerial bombardment and a naval blockade, Yemen - already plagued for many years by poverty and instability - has plunged into the abyss of total collapse.
Since the Saudi war on Yemen began in 2005, at least 13,000 civilians have been killed, more than three million people have been displaced, and the country has been hit by the largest worldwide outbreak of cholera in five decades. Today, of 28 million Yemenis, around 20 million (71 percent) are in need of some humanitarian assistance, including 17 million who are considered food insecure and 14 million who do not have access to safe drinking water or sanitation. With around 7 million Yemenis just “a single step away from famine,” the country is facing a famine “of biblical proportions” warned one prominent aid worker.    
If we juxtapose these two images - the joie de vivre of the Saudi crown prince and the hellish misery resulting from the war he wages - a thorny question will inevitably hover in the air: Other than towards securing a luxurious life for the ruling family and bankrolling military adventures in the region, where has the largest inflow of wealth in the modern history of the Arab World gone? These windfall gains began pouring on Saudi coffers in the 1930s. A 1945 State Department memo described the discovery of oil in Saudi Arabia as “one of the greatest material prizes in world history.”
Yet, rather than focusing on enlightenment, social progress and human development, the ‘black gold’ was invested in power, its building, consolidation and projection. To be sure, the new wealth elevated Saudi Arabia in the scales of power from a playground - where regional and international forces grappled with each other in pursuit of influence - to a major player to be reckoned with on the regional and global stage. But then what? What has this massive political and economic power brought? The untold truth in regional discourses, the elephant in the room, is that the largest windfalls bestowed on the Middle East in modern history have been a curse in disguise, and a major source of misery in the region. 
Since it was founded, Saudi Arabia has been ruled by a single family. The rule of the country and control of its riches have been passed down from one generation to the next like a family heirloom. The Saudis forged a drab state at odds with the order of modern nations. Its buildings, freeways, shopping malls and cars may be modern and fancy, but they are just a façade hiding an archaic polity. The ruling family has opted for a sociopolitical system that is allied to the ulema; protected by a network of draconian security agencies that show no mercy towards dissidents; steeped in nepotism and influence-peddling; wedded to obscurantism; and that asserts its presence in world politics using the power of Riyalpolitik.   
Worse still, at the heart of this peculiar regime – depicted by one political scholar as a “pious kleptocracy” - is a culture that harbors a deep animosity towards liberties and any form of bottom-up change. This hostility has been so powerful - as though freedom is a plague from which one should take refuge - that it has shaped the genes of this state, both politically and culturally. Of course, in the Arab world most, if not all, regimes tend to oppose reform, but the ruling Saudi family has the financial means to bail out autocrats, give them the kiss of life when threatened, and, if necessary, replace them with other subservient autocrats in order to buoy their regimes and the region’s club of despots.
This explains why numerous despots who were swept out of office (such as Idi Amin of Uganda and Tunisia’s Ben Ali) have found in Riyadh a comfortable haven. Deep down, this was a gesture of fidelity to fellow dictators, companions of the road who keep the regional order running as it is, corrupt and undemocratic. It also shows indifference, even subtle contempt, to the people who endured agony and despair under the rule of these dictators.  
Unsurprisingly, then, the Kingdom was, almost by instinct, unalterably opposed to the voices of the Arab street clamoring for liberty in the potent 2011 wave of protests, the Arab Spring. The calls for reform in Tunis, Cairo, Sana’a and Manama jolted Saudi Arabia into immediate action, spending massively in support of embattled dictators and digging in for a long fight against the forces of change. From day one, Saudi Arabia became the Arab Spring’s foremost enemy. Not only did it support the dictators up to the hilt, but it also encouraged regional and international powers to toe the same line. This belligerent posture soured Riyadh’s longstanding relations with Washington. President Obama, the oil princes thought, did so little to save Egypt’s Hosni Mubarak and Tunisia’s Ben Ali, who, lest we forget, had killed hundreds of peaceful protestors under the gaze of the world.
Culturally, the kingdom’s conservatism has undermined the efforts of liberal religious reformers in Egypt and the Levant, attempting to renew the religious discourse and reconcile Islam with modernity. Much has been written about the Islamic Republic of Iran’s attempts to export its “revolution”, but much less about Saudi Arabia’s export of its Islamic “ideology.” Based on a marriage of power between the ruling family and the clerics, the kingdom has espoused a narrow, dogmatic and ultra-conservative variant of Islam, Wahabism. Not only is this version pitted against modernism, against life itself, but it is also against the true principles of Islam.   
To buttress its image among Muslims as the voice of Islam and “the guardian of the holy mosques,” and to gain political currency, Saudi Arabia made a concerted effort to spread this narrow understanding to Muslim-majority countries In the Arab world, Africa, and East and Central Asia. Decades of massive funding to charities, mosques, learning centers and, in Pakistan and Bosnia, madrassas and training camps run by zealot Wahhabis produced generations of young Muslims who loathe nonbelievers, view women as a source of fitnah (temptation or affliction), and consider armed struggle to be the panacea for all ills. Similarly, years of generous support for the “mujahedeen” in Afghanistan bred Al-Qaeda, which orchestrated the 9/11 attacks, and which has morphed into what is now known as global jihad.   
To add insult to injury, Saudi Arabia has in recent years been heaping oil on the fire of sectarian strife, adding an unnecessary cause of unrest to a region already awash with conflict and instability. This owes itself to the intense Saudi rivalry with Iran, which has possessed the new generation of Saudi rulers. MBS, in particular, has exhibited an increasing appetite for war, risk-taking and harnessing sectarianism to win allies and roll back Iranian influence. Today, nearly all civil conflicts in the region, especially in Yemen and Syria, have turned into quintessentially proxy wars between Riyadh and Tehran loaded with a heavy dose of sectarian overtures.    
***
Various scholars have championed the argument that Saudi Arabia is fated for a quick collapse. Renowned British historian Robert Lacey heralded his best-seller book on the Kingdom by a harsh statement: “In theory, Saudi Arabia should not exist—its survival defies the laws of logic and history.” But it, and alas continued to use its vast wealth to back dictators, hamper change, toy with the fates of other nations, ignite sectarianism and spread a radical version of Islam. Saudi Arabia is certainly not the only source of evil in a region caught in the grip of numerous misfortunes. However, if these practices go on unabated, can a democratic, progressive and non-sectarian Arab world ever see the light of day?   

Nael Shama

* This essay appeared in The New Arab (English) on January 31, 2018.